English

الجمال الملكي

الجمال الملكي!
 
كان زواج الامير هاري من ميجان ماركل حديث الأوساط الإعلامية في الاشهر الماضية
ولعل الكثير مما تم تداوله في وسائل التواصل الجتماعي لدينا كان عن جمال العروس... ولماذا أعجب بها الأمير الإنجليزي دون الكثيرات من حوله ...واللاتي ربما كنّ أكثر جمالا في نظر من ميجان.

ومن المعروف أن الجمال نسبي ، وأن الحب ليس له قاعدة ، فمتى ما تآلف قلبان إنتهت الحدود
والقواعد وأصبح كل شيء سهلا وجميلا.

ولأن موضوع الجمال الخارجي كان محور اهتمام الناس في هذه القضية أردت أن أشير إلى عدة
أوجه للجمال لا تقل أهمية عن الجمال الخارجي بل تكون مكملة له ، و هي كالتالي:

الجمال الطبيعي

وهو أن يحب المرء ذاته على طبيعتها ويرضى بها ، عندها ينعكس ذلك على صورته عند الناس من حوله فيرونه جميلاً دون تكلف ، أما إن كان الشخص غير راض عن نفسه وخلقته التي خلقها الله،
فكيف يتوقع أن يشعر الأخرين بجماله( وهذا لا يتنافى مع محاولة التحسين و التطوير) 
فالواجب أن تؤمن بأن جمالك الطبيعي هو تميزٌ في حد ذاته والقليل جداً في هذا العالم يشبهونك، وقليل في
هذا العالم يشبهون ميجان!

الجمال الوجودي

وهو أن يضفي حضورك على الأشياء جمالاً ،فوجودك وحده يكفي.  إذا كنت متفائلً مبشراً ترى من الأشياء أفضلها ... تثني على من حولك .... توزع كلمات الشكر والتقدير لأصغر الأمور والإنجازات (وهي حولنا كثيرة) , تفرح لأبسط الأشياء من قهوة لذيذة ... أو عبق عطري مميز ... أو ضحكة صادقة لأحباب من حولك ، أن تكون في وجودك خفيف الظل مصدرا للضحك والفرح.
أينما كنت متواجدً زاد الجمال وزادت السعادة.

الجمال الإيجابي

كحامل المسك وليس كنافخ الكير
هو أن تتخذ قراراً أن تكون إيجابياً ،
 بأن لا تنقل أخبار الفشل والإحباط والمصائب والفضائح ، أن لا تكون وعاءً للسلبية
فمثل هؤلاء ضجت بهم المجالس ووسائل التواصل الإجتماعي ، بل كن كحامل المسك لا يجد الناس
منك إل ما يبشر بالخير ويزرع التفاؤل وكن مصدرا للإيجابية لمن حولك من الأهل و الأصدقاء
فما أمس الحاجة لأشخاص إيجابيين في هذا الزمن يكونون لنا عونا ونصيرا ، واجعل منوال حديثك
"امر المؤمن كله خير

الجمال الصحي

جمال الجسد يبدأ من الداخل ،فمن الواجب أن تحافظ على صحتك و نشاطك كي تحافظ على
جمالك ، ألم ترَ أن السقيم قد انطفأ وَهَجه وزال لونه!
واعلم أن العادات الغذائية السيئة والسهر والتدخين بالتأكيد ستقلل من جمالك و تألقك.
كن صحيحاً...تكن جميلاً

الجمال الداخلي

هو أن تدرك أن للفطرة أوجه متعدده ، منها أن الخطأ فطرة بشرية طبيعية  فلا تقسو على نفسك ولا على من حولك, فجلد الذات ليس فيه منطق، وطلب الكمال  وعدم الخطأ مناف لفطرة البشر, ولتنظر للأشياء بعين الرضا... فمن  أصاب وأفلح فالحمدلله, ومن أخطأ نخبره ونساعده على التصحيح إن أمكن, وندعو له بالتوفيق, فالرضا تاج يزيدك جمالاً وسعادة, وهو طريقك للسلام الداخلي
وعين الرضا عن كل عيب كليلة           ولكن عين السخط تبدي المساويا))
. اللهم ارزقنا الرضا وارض عنا يا كريم

الجمال العقلي

هو أن تستخدم عقلك لتفرق بين الفعل والفاعل في حكمك على الناس ، فإن كرهنا عملاً فلا نكره صاحب العمل ... فكم سمعنا من عبارات كره لإخوان لنا اجتهدوا وأخطأوا .... ومن فينا لا يخطئ!!!
كم سمعنا من دعوات وصيحات على المذنبين من المسلمين.... وكلنا مذنب!!!
فالجميل من يحب أخاه وإن أخطأ وإن أذنب ... فكلنا نبحث عن مثل هذا الشخص الجميل لنجعله بقربنا.
 
ولو كنت فظاً غليظاً.....)


لقد كره الحبيب كُفر عمرابن الخطاب في الجاهلية ولم يكره شخصه ، أو لم يكره المسلمون فعل خالد ابن الوليد في غزوة أحد؟، لكن الاشخاص في ذاتهم عظماء وفيهم خير كثير فكان إسلام عمر وخالد رضي الله عنهما من الأسباب العظيمة لعزة الإسلام والمسلمين.

كم هو جميل أن نكون رحماء مع العصاة والمخطئين، فلعل الله يجعلهم سببا لخير البلاد والعباد.
(أشداء على الكفار ... رحماء بينهم)
كم هو جميل أن ننتقد فعل شريك حياتنا ونستمر في حبه وتقديره.
فالعقل جمال المرء وزينته , فكن جميل العقل والقلب تنل إعجاب وحب من حولك.
 
وفي الختام, هي أوجه للجمال من باب المثال لا الحصر .... وجمال كل إنسان فينا هو خليط من كل ذلك بجرعات مختلفة ونكهات مميزة .... تجعل كل واحد منا فريداُ من نوعه... ويبقى السؤال: ما هو كوكتيل الجمال الذي وجدته فيمن تحب؟